يركز مجال الصحة العامة على حماية وتحسين صحة المجتمع والسكان والمحافظة على الصحة وتعزيزها من خلال الجهود المنظمة وتطوير السياسات والوقاية من الأمراض وليس فقط علاج الأمراض والتركيز على الرعاية الصحية الفردية. وتشمل الصحة العامة على مجموعة واسعة ومتنوعة من الأنشطة مثل البحث العلمي والتعليم الصحي والوقاية من الأمراض ، وبشكل عام تهدف الصحة العامة إلى تحسين جودة الحياة والنتائج الصحية للسكان بشكل شامل بدلاً من التركيز على فقط على صحة الفرد.
وتطرق دستور دولة الكويت ضمن مواده إلى حماية صحة الشعب الكويتي من خلال الصحة العامة، وبالنص: " تعنى الدولة بالصحة العامة وبوسائل الوقاية والعلاج من الأمراض والأوبئة".
لقد شهدت دولة الكويت خلال الجيلين الآنفين تحسنا ملحوظاً في صحة السكان، بدليل ارتفاع متوسط العمر المتوقع بما يقارب 30 سنة. إضافة إلى التحول المشهود في التطور الاقتصادي وتغير الأسباب الرئيسية لحالات الوفاة من الأمراض المعدية الى الأمراض غير المعدية. كذلك أثرت العولمة في القضايا المتعلقة بالصحة والسلوكيات غير الصحية على جميع الدول في نفس الوقت.
وعلى الرغم من التطورات الكبيرة في مجال الصحة، تواجه دولة الكويت العديد من التحديات الصحية الهامة. فكان منطلق إنشاء كلية الصحة العامة مواجهة التحديات الصحية المستقبلية وذلك بإيجاد كوادر صحية شابة قادرة على مساهمات عديدة تشمل تحسين السياسات الصحية في الدوائر الحكومية، والعمل على تحسين مستوى الأداء الإداري للمؤسسات الصحية بأقصى قدر من الكفاءة والفاعلية، وتوفير بيئة أكثر أمانا وتعزيزا للصحة في أماكن العمل، وتقليل المخاطر البيئية، والوقاية من الأمراض غير المعدية مثل السمنة وأمراض القلب وأمراض السرطان، وتعزيز نمط الحياة والسلوك الصحي، وزيادة رفاهية المجتمع وتعزيز قدراته، وتقييم الأمراض الوراثية، والسيطرة على الأمراض العالمية المستجدة، والاهتمام بالمشاكل الصحية والتركيز على الصحة العامة.